في عالم يتسارع فيه التقدم التكنولوجي، أصبح التسوق الذكي ليس مجرد رفاهية، بل ضرورة تلبي احتياجات المستهلكين المتزايدة. مع حلول عام 2025، تتقدم جوجل بخطوات جريئة لإعادة تشكيل تجربة التسوق عبر الإنترنت باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث كشفت عن تقنيات بصرية مبتكرة تجعل البحث عن المنتجات أكثر سهولة ودقة. تخيل أنك تبحث عن “فستان أحمر بأكمام طويلة مزين بالزهور”، فبدلاً من تصفح صفحات لا نهائية، يقدم لك الذكاء الاصطناعي صورة واقعية لما تريد ويوجهك مباشرة إلى المنتج. هذه التجربة ليست حلمًا بعيد المنال، بل واقع تعمل جوجل على تعزيزه للمستخدمين في العالم العربي وخارجه.
تُعد هذه الابتكارات ذات أهمية خاصة للجمهور الناطق بالعربية، حيث يشهد التسوق الإلكتروني في المنطقة نموًا متسارعًا. في هذا المقال، سنستعرض كيف تقود جوجل هذا التغيير من خلال أدوات جديدة، ونناقش تأثيرها على المستهلكين وتجار التجزئة، مع تقديم نصائح عملية للاستفادة منها. انضم إلينا في هذه الرحلة لاكتشاف مستقبل التسوق الذكي!
ثورة الذكاء الاصطناعي في التسوق: ما الجديد في 2025؟
في مارس 2025، أعلنت جوجل عن تحديثات مذهلة لخدمات التسوق الخاصة بها، مع التركيز على تقنيات الذكاء الاصطناعي البصري. وفقًا لتقرير نشرته “وصل بوست” في يناير 2025، قدمت Google Cloud حلولاً في معرض NRF 2025 تشمل وكلاء ذكيين وأدوات بحث مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة التسوق. أبرز هذه الابتكارات هو ميزة “Create & Shop” التي تتيح للمستخدمين وصف المنتج المطلوب نصيًا، ليقوم الذكاء الاصطناعي بإنشاء صورة واقعية والبحث عن منتجات مطابقة. هذه التقنية، التي أصبحت متاحة لجميع المستخدمين في الولايات المتحدة عبر الأجهزة المحمولة بحلول مارس 2025، تُعد نقلة نوعية في التسوق الإلكتروني.
في السياق العربي، تُظهر الإحصاءات أن حجم سوق التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد يصل إلى 49 مليار دولار بحلول 2025، وفقًا لتقرير “Statista”. مع هذا النمو، تُصبح أدوات جوجل الجديدة أداة حاسمة لتلبية توقعات المستهلكين الذين يبحثون عن تجارب تسوق أسرع وأكثر تخصيصًا.
كيف تعمل تقنية التسوق البصري بالذكاء الاصطناعي؟
تعتمد تقنية جوجل البصرية على نماذج متقدمة مثل “Gemini“، التي تجمع بين الرؤية الحاسوبية ومعالجة اللغة الطبيعية. عندما يدخل المستخدم وصفًا مثل “حذاء رياضي أبيض بتفاصيل ذهبية” في تبويب التسوق، يظهر خيار “أنشئه بنفسك”. بعد كتابة الوصف، يولد النظام صورًا فوتوغرافية واقعية، ثم يعرض منتجات متطابقة متاحة للشراء عبر الإنترنت. هذه العملية تتجاوز البحث النصي التقليدي، حيث تستخدم مطابقة بصرية لضمان دقة النتائج.
كما أشارت “followict.news” في مارس 2025، وسعت جوجل أداة التجربة الافتراضية (VTO) لتشمل الملابس السفلية مثل البنطلونات والتنانير، مما يتيح للمستخدمين معاينة كيف ستبدو المنتجات عليهم باستخدام الواقع المعزز. هذه التقنيات لا تعزز تجربة المستهلك فحسب، بل تقلل من معدلات الإرجاع التي تُكلف تجار التجزئة ملايين الدولارات سنويًا.
تأثير التسوق الذكي على المستهلكين في العالم العربي
في المنطقة العربية، يتزايد الاعتماد على التسوق الإلكتروني بسبب انتشار الهواتف الذكية وتحسن البنية التحتية الرقمية. وفقًا لدراسة أجرتها “PayFort”، فإن 70% من المتسوقين العرب يفضلون الشراء عبر الإنترنت عندما تكون التجربة مريحة ومخصصة. تقنيات جوجل الجديدة تلبي هذا الطلب تمامًا، حيث تتيح للمستخدمين العثور على المنتجات بدقة دون الحاجة إلى التنقل بين مواقع متعددة.
على سبيل المثال، يمكن لأم في الرياض البحث عن “حقيبة ظهر مدرسية وردية مقاومة للماء”، ليُنشئ الذكاء الاصطناعي تصميمًا مطابقًا ويوجهها إلى متجر محلي أو عالمي. هذا يوفر الوقت ويعزز الثقة في عملية الشراء. كما أن دعم اللغة العربية في هذه الأدوات، وإن كان لا يزال قيد التطوير، يُعد خطوة واعدة لتوسيع نطاق الاستخدام في المنطقة.
فوائد التسوق الذكي لتجار التجزئة
ليس المستهلكون فقط من يستفيدون، بل تجار التجزئة أيضًا. وفقًا لـ “Google Cloud“، أظهرت الأرقام أن 85% من تجار التجزئة الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي لاحظوا تحسينات في تجربة العملاء وزيادة في الإيرادات. منصة “Google Agentspace“، على سبيل المثال، تتيح للمتاجر بناء وكلاء ذكيين يقدمون توصيات مخصصة ويجيبون على استفسارات العملاء في الوقت الفعلي.
في الإمارات، تعاونت “Shopify” مع Google Cloud لتحسين استراتيجيات التسويق، مما ساعد المتاجر المحلية على زيادة المبيعات بنسبة 20% خلال الربع الأول من 2025، حسب تقرير “وصل بوست”. كما تُقلل تقنيات الرؤية الحاسوبية من الخسائر الناتجة عن السرقة أو سوء إدارة المخزون، مما يجعل العمليات أكثر كفاءة.
نصائح عملية للاستفادة من أدوات جوجل الجديدة
للمستهلكين وتجار التجزئة في العالم العربي، إليكم بعض النصائح للاستفادة القصوى:
- للمستهلكين: استخدموا أوصافًا دقيقة ومفصلة عند البحث للحصول على نتائج أفضل. جربوا أداة التجربة الافتراضية لتقليل مخاطر الشراء غير المناسب.
- لتجار التجزئة: استثمروا في دمج تقنيات جوجل مثل “Product Studio” لإنشاء محتوى مرئي جذاب بسرعة، واستخدموا البيانات التحليلية لفهم احتياجات العملاء.
- التكيف مع اللغة: اطلبوا من جوجل تسريع دعم اللغة العربية الكامل عبر منصاتها لضمان تجربة سلسة.
التحديات ونظرة مستقبلية
رغم الفوائد، تواجه هذه التقنيات تحديات مثل الحاجة إلى اتصال إنترنت قوي وتكاليف الاستثمار الأولية للشركات الصغيرة. كما أن الاعتماد الكبير على الذكاء الاصطناعي قد يثير مخاوف الخصوصية. ومع ذلك، تتوقع جوجل أن يصبح التسوق الذكي معيارًا عالميًا بحلول 2030، مع خطط لتوسيع هذه الأدوات في الأسواق الناشئة، بما في ذلك المنطقة العربية.
الخاتمة
في عام 2025، يُعيد التسوق الذكي المدعوم بالذكاء الاصطناعي من جوجل تعريف كيفية تفاعلنا مع التجارة الإلكترونية. من خلال تقنيات بصرية متقدمة وأدوات مخصصة، تمنح جوجل المستهلكين تجربة تسوق أكثر دقة ومتعة، بينما تُمكن تجار التجزئة من تعزيز الكفاءة وزيادة الأرباح. في العالم العربي، حيث ينمو التسوق الإلكتروني بسرعة، تُعد هذه الابتكارات فرصة ذهبية لتلبية احتياجات جيل رقمي متعطش للتكنولوجيا.
الخطوة التالية تعتمد عليك: سواء كنت متسوقًا يبحث عن تجربة أفضل أو تاجرًا يسعى للتميز، فإن استكشاف هذه الأدوات قد يغير قواعد اللعبة. ابدأ اليوم بتجربة ميزات جوجل الجديدة، وكن جزءًا من هذا التطور المثير. التسوق الذكي ليس مجرد تقنية، بل أسلوب حياة ينتظر من يكتشفه!
الأسئلة الشائعة
س: ما هي ميزة “Create & Shop” من جوجل؟
ج: تتيح للمستخدمين وصف منتج مرغوب نصيًا، ثم يُنشئ الذكاء الاصطناعي صورة واقعية ويبحث عن منتجات مطابقة.
س: هل تدعم هذه الأدوات اللغة العربية؟
ج: الدعم العربي قيد التطوير، لكن الواجهة الإنجليزية متاحة حاليًا ويمكن استخدامها بسهولة.
س: كيف تستفيد الشركات الصغيرة من التسوق الذكي؟
ج: يمكنها استخدام أدوات مثل “Google Agentspace” لتقديم توصيات مخصصة وزيادة المبيعات بتكلفة منخفضة.
س: هل تقلل هذه التقنيات من الإرجاع؟
ج: نعم، أدوات التجربة الافتراضية مثل VTO تساعد العملاء على اختيار المنتجات بدقة، مما يقلل الإرجاع.
س: متى ستتوفر هذه الميزات في العالم العربي؟
ج: جوجل تخطط لتوسيع نطاقها تدريجيًا، مع توقعات بتوفر أوسع بحلول 2026.