ميتا ترصد حسابات المراهقين في إنستاجرام بالذكاء الاصطناعي

ميتا ترصد حسابات المراهقين في إنستاجرام بالذكاء الاصطناعي

أعلنت شركة ميتا، المالكة لمنصة إنستاجرام، في أبريل 2025 عن توسيع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحديد حسابات المراهقين (دون 18 عامًا)، حتى لو أخفى المستخدمون أعمارهم الحقيقية. تهدف هذه الخطوة إلى تطبيق قيود حماية مشددة على حسابات المراهقين تلقائيًا، ضمن إطار “حسابات المراهقين” التي أُطلقت في سبتمبر 2024. مع تزايد الانتقادات بشأن سلامة القاصرين على وسائل التواصل الاجتماعي، تثير هذه السياسة تساؤلات حول الخصوصية والأخلاقيات. في هذا المقال، نستعرض آليات هذه التقنية، فوائدها، التحديات التي تواجهها، وأهميتها في السياق العربي.


خلفية المبادرة: حماية المراهقين في عصر التواصل الاجتماعي

في سبتمبر 2024، أطلقت ميتا فئة “حسابات المراهقين” على إنستاجرام، وهي حسابات خاصة تُفعّل تلقائيًا للمستخدمين دون 18 عامًا، مع قيود تشمل جعل الحسابات خاصة، تقييد الرسائل من غير المتابعين، ومنع الوصول إلى محتوى حساس. بحلول أبريل 2025، نقلت ميتا أكثر من 54 مليون مستخدم إلى هذه الحسابات، مع استمرار 97% من المراهقين (13-15 عامًا) في استخدام الإعدادات الافتراضية.

ومع ذلك، كشف تقرير OFCOM في المملكة المتحدة أن 22% من المراهقين يكذبون بشأن أعمارهم لتجاوز القيود، مما دفع ميتا إلى تطوير أداة ذكاء اصطناعي تُسمى “تصنيف البالغين” (Adult Classifier) لكشف الأعمار الحقيقية.


كيف يعمل الذكاء الاصطناعي في رصد حسابات المراهقين؟

بدأت ميتا في 2024 باستخدام الذكاء الاصطناعي لرصد الفئات العمرية بناءً على مؤشرات غير مباشرة، مثل:

  • أنماط التفاعل: تحليل المحتوى الذي يتفاعل معه المستخدم، مثل منشورات تتعلق بالمدارس أو الألعاب.
  • الرسائل الخاصة: رصد رسائل تحتوي على تهانٍ بعيد ميلاد (مثل “عيد ميلاد 16 سعيد”) لتحديد العمر.
  • التعليقات والمتابعات: تحليل الأنماط التي تميز المراهقين، مثل متابعة حسابات مشاهير شباب أو التفاعل مع ميزة “ريلز”.

في أبريل 2025، بدأت ميتا اختبار ميزة جديدة في الولايات المتحدة لتطبيق قيود “حسابات المراهقين” تلقائيًا على الحسابات التي تُظهرها الخوارزميات على أنها تابعة لمراهقين، حتى لو سجّل المستخدم تاريخ ميلاد يشير إلى أنه بالغ.


فوائد التقنية: تعزيز الأمان للقاصرين

تُقدم هذه المبادرة عدة مزايا:

  • حماية من المحتوى الضار: تمنع الخوارزميات المراهقين من التعرض لمحتوى غير لائق، مثل الترويج للأنظمة الغذائية المتطرفة أو المشاجرات.
  • تقييد التواصل غير المرغوب: تحد من الرسائل والتعليقات من غير المتابعين، مما يقلل من التنمر أو التحرش.
  • دعم الإشراف الأبوي: تتيح للآباء مراقبة نشاط أبنائهم، حيث أشارت دراسة أجرتها “إيبسوس” بتكليف من ميتا إلى أن 94% من الآباء وجدوا النظام مفيدًا.
  • تقليل وقت الشاشة: تُرسل تنبيهات بعد 60 دقيقة من الاستخدام اليومي، وتُفعّل وضع السكون من 10 مساءً إلى 7 صباحًا لتقليل الإشعارات الليلية.

التحديات والانتقادات

رغم الفوائد، تواجه المبادرة تحديات كبيرة:

  • انتهاك الخصوصية: أعرب مستخدمون عن قلقهم من تحليل الذكاء الاصطناعي لرسائلهم وسلوكياتهم، معتبرين ذلك تدخلًا في خصوصيتهم.
  • أخطاء الخوارزميات: قد تُصنف الحسابات بشكل خاطئ، مما يؤدي إلى تقييد حسابات بالغين أو السماح لمراهقين بالالتفاف على القيود.
  • الكذب بشأن العمر: لا يزال بعض المراهقين يجدون طرقًا لتجاوز النظام، كما أشار تقرير OFCOM.
  • الضغوط القانونية: تواجه ميتا تحقيقات في الاتحاد الأوروبي ودعوى قضائية في الولايات المتحدة منذ 2023 بتهمة “توفير سوق للمتحرشين”، مما يزيد الضغط لتحسين حماية القاصرين.

انتقد ماثيو سويميمو من NSPCC ميتا، مشيرًا إلى ضرورة منع المحتوى الخطير استباقيًا بدلاً من معالجته بعد الانتشار.


الأهمية في السياق العربي

في العالم العربي، حيث يشكل الشباب نسبة كبيرة من مستخدمي وسائل التواصل، تحمل هذه المبادرة أهمية خاصة:

  • حماية الشباب: مع تزايد استخدام إنستاجرام في دول مثل مصر والسعودية، تساعد القيود في حماية المراهقين من التنمر الإلكتروني والمحتوى غير المناسب.
  • دعم الأسر: أدوات الإشراف الأبوي تُطمئن الأهالي، خاصة في مجتمعات تحرص على مراقبة نشاط الأبناء الرقمي.
  • التحديات الثقافية: قد يُنظر إلى تحليل البيانات الشخصية بعين الريبة في مجتمعات تعتز بالخصوصية، مما يتطلب توعية بفوائد النظام.

تُعد هذه المبادرة نموذجًا يمكن لدول عربية الاستفادة منه لتطوير سياسات حماية القاصرين على المنصات المحلية.


مستقبل المبادرة: نحو حماية أكثر شمولية

تخطط ميتا لتوسيع هذه التقنية إلى دول أخرى بعد نجاحها في الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، كندا، وأستراليا. تشمل الخطوات المستقبلية:

  • تحسين الخوارزميات: لتقليل الأخطاء في تصنيف الأعمار.
  • تعزيز الشفافية: توفير خيارات للمستخدمين لتعديل إعداداتهم يدويًا مع إثبات العمر.
  • مواجهة الضغوط القانونية: الامتثال لتشريعات حماية القاصرين، مثل قانون أستراليا الذي يحظر استخدام وسائل التواصل لمن هم دون 16 عامًا.

تُظهر هذه الجهود التزام ميتا بالاستجابة للمخاوف العالمية بشأن سلامة المراهقين، لكن نجاحها يعتمد على تحقيق توازن بين الأمان والخصوصية.


الخاتمة

يُعد استخدام ميتا للذكاء الاصطناعي لرصد حسابات المراهقين في إنستاجرام خطوة متقدمة لتعزيز سلامة القاصرين، من خلال تطبيق قيود حماية تلقائية. رغم فوائدها في تقليل التعرض للمحتوى الضار ودعم الإشراف الأبوي، تواجه المبادرة تحديات تتعلق بالخصوصية ودقة الخوارزميات. في السياق العربي، تُقدم هذه التقنية فرصة لتحسين بيئة التواصل الاجتماعي للشباب، لكنها تتطلب توعية لكسب ثقة المجتمع. على الأهالي والمراهقين متابعة تطورات هذه السياسة والمشاركة في تشكيل بيئة رقمية آمنة.


الأسئلة الشائعة

1. ما الهدف من استخدام ميتا للذكاء الاصطناعي في إنستاجرام؟
تحديد حسابات المراهقين (دون 18 عامًا) لتطبيق قيود حماية تلقائية، حتى لو أخفى المستخدمون أعمارهم.

2. كيف ترصد ميتا أعمار المراهقين؟
تعتمد على تحليل أنماط التفاعل، الرسائل الخاصة (مثل تهاني عيد الميلاد)، والمحتوى الذي يتابعه المستخدم.

3. ما فوائد هذه التقنية؟
تحمي المراهقين من المحتوى الضار، تقلل التنمر، تدعم الإشراف الأبوي، وتحد من وقت الشاشة.

4. ما التحديات التي تواجه المبادرة؟
تشمل مخاوف الخصوصية، أخطاء الخوارزميات، ومحاولات المراهقين للالتفاف على القيود.

5. كيف تؤثر هذه المبادرة على العالم العربي؟
تساعد في حماية الشباب من المخاطر الرقمية، لكنها تتطلب توعية للتغلب على مخاوف الخصوصية.