اكتشاف الصين لمصدر طاقة لا نهائي يكفي لـ 60 ألف عام: حقائق وتحليل

اكتشاف الصين لمصدر طاقة لا نهائي يكفي لـ 60 ألف عام: حقائق وتحليل

في خبر أشبه بالخيال العلمي، أعلنت الصين في مارس 2025 عن اكتشاف مذهل قد يغير قواعد لعبة الطاقة العالمية: مصدر طاقة يوصف بـ “لا نهائي” قادر على تلبية احتياجاتها لمدة 60 ألف عام. هذا الاكتشاف، الذي يتمحور حول رواسب ضخمة من الثوريوم في منغوليا الداخلية، يفتح آفاقًا جديدة للطاقة النظيفة والمستدامة. الثوريوم، وهو عنصر مشع وفير في الطبيعة، يعد بمثابة بديل واعد لليورانيوم في تشغيل مفاعلات نووية متطورة تقلل النفايات وتعزز الأمان.

للقارئ العربي، يحمل هذا الموضوع أهمية كبيرة، إذ يعكس توجهات مستقبل الطاقة في ظل التحديات المناخية وارتفاع الطلب على الموارد. كيف يمكن لهذا الاكتشاف أن يؤثر على الاقتصادات النفطية في المنطقة العربية؟ وهل يمثل فرصة للتعاون مع الصين؟ في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل الاكتشاف، تقنيات استغلال الثوريوم، آثاره العالمية، ودوره في تحقيق أهداف الاستدامة، مع تقديم تحليل شامل مدعوم بالبيانات والآراء المتداولة على منصات مثل “إكس” ومصادر موثوقة.a


تفاصيل الاكتشاف: الثوريوم في منغوليا الداخلية

في 2 مارس 2025، أعلن علماء الجيولوجيا في بكين عن العثور على كميات هائلة من الثوريوم في مجمع التعدين “بايان أوبو” بمنغوليا الداخلية، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “ساوث شاينا بوست”. يُقدر أن هذه الرواسب تحتوي على ما يصل إلى مليون طن من الثوريوم، وهو ما يكفي لتلبية احتياجات الصين من الطاقة لعشرات الآلاف من السنين إذا استُغل بكفاءة. الثوريوم، الذي يوجد في الطبيعة بكميات تفوق اليورانيوم بـ 500 مرة، ليس مادة انشطارية بطبيعته، لكنه “خصيب” ويمكن تحويله إلى يورانيوم-233 لتوليد الطاقة في مفاعلات نووية.

ما يميز هذا الاكتشاف هو أنه جاء من مخلفات التعدين التي كانت تُهمل لعقود. دراسة أشارت إلى أن النفايات الناتجة عن خمس سنوات من التعدين في المنطقة تحتوي على ثوريوم يكفي لتشغيل الولايات المتحدة لأكثر من ألف عام، مما يبرز الإمكانات الهائلة لهذا المورد. هذا الإعلان أثار موجة من التعليقات على منصة “إكس”، حيث كتب أحد المستخدمين: “الصين تكتشف كنزًا نوويًا قد ينهي عصر الوقود الأحفوري!”


تقنية مفاعلات الملح المنصهر: مستقبل الطاقة النووية

الثوريوم ليس جديدًا في عالم الطاقة، لكنه يكتسب زخمًا بفضل تقنية مفاعلات الملح المنصهر (Molten Salt Reactors – MSRs). هذه المفاعلات، التي تستخدم الثوريوم كوقود، تتميز بكفاءة عالية وأمان متطور مقارنة بالمفاعلات التقليدية التي تعتمد على اليورانيوم. وفقًا لتقرير من موقع “الطاقة” (attaqa.net)، تنتج هذه التقنية طاقة هائلة مع تقليل النفايات النووية بنسبة كبيرة، كما تقل مخاطر الانصهار النووي بسبب انخفاض مستويات المواد الانشطارية.

الصين بدأت بالفعل تجارب على مفاعلات الملح المنصهر منذ 2011، وتخطط لتطوير نماذج تجارية بحلول 2030. هذا التوجه يتماشى مع خططها لبناء 24 محطة نووية جديدة بحلول نهاية العقد، مما يعزز مكانتها كقائد عالمي في الطاقة النووية. تقنية الثوريوم، إذا نجحت، قد تكون الحل الأمثل لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في الصين، التي تُعد ثاني أكبر مستهلك للطاقة عالميًا بعد الولايات المتحدة.


تأثير الاكتشاف على الاقتصاد العالمي والمنطقة العربية

اكتشاف الثوريوم لا يقتصر تأثيره على الصين فقط، بل يمتد إلى الاقتصاد العالمي، خصوصًا الدول المنتجة للنفط مثل السعودية والإمارات. إذا تحولت الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، إلى الاعتماد على الثوريوم، فقد ينخفض الطلب على الوقود الأحفوري، مما يضغط على أسعار النفط. تقرير من “العربية” أشار إلى أن هذا التحول قد يدفع الدول العربية لتسريع خطط التنويع الاقتصادي، مثل رؤية السعودية 2030.

مع ذلك، يمكن أن يفتح الاكتشاف أبواب التعاون بين الصين والدول العربية. فالصين، التي تستثمر بكثافة في مبادرة “الحزام والطريق”، قد تشارك تقنياتها النووية مع شركاء مثل مصر أو الأردن، اللذين يمتلكان رواسب ثوريوم صغيرة. هذا التعاون قد يعزز الأمن الطاقوي في المنطقة ويقلل الاعتماد على الواردات.


التحديات والانتقادات: هل هو “لا نهائي” فعلاً؟

على الرغم من الحماس، يحذر خبراء من تحديات تقنية واقتصادية. تطوير مفاعلات الملح المنصهر يتطلب استثمارات ضخمة وتجارب طويلة الأمد لضمان الجدوى التجارية. تقرير من “الجزيرة نت” أشار إلى أن الثوريوم، رغم وفرته، يحتاج إلى معالجة معقدة لتحويله إلى وقود فعال، مما قد يرفع التكاليف. كما أن وصف الثوريوم بـ “لا نهائي” قد يكون مبالغة تسويقية، إذ يعتمد على افتراضات استهلاك الطاقة الحالية دون احتساب النمو السكاني أو الصناعي.

على “إكس”، عبر بعض المستخدمين عن شكوكهم، حيث كتب أحدهم: “60 ألف عام؟ هذا افتراض مثالي لا يعكس الواقع.” ومع ذلك، يرى آخرون أن الاكتشاف خطوة ثورية نحو تقليل الانبعاثات، خصوصًا مع التزام الصين بالحياد الكربوني بحلول 2060.


الثوريوم والاستدامة: هل هو الحل لأزمة المناخ؟

في ظل أزمة المناخ، يُعد الثوريوم خيارًا واعدًا للطاقة النظيفة. وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، يمثل حرق الوقود الأحفوري أكثر من 75% من انبعاثات غازات الدفيئة عالميًا. الثوريوم، بفضل كفاءته وقلة نفاياته، يمكن أن يساهم في تقليل هذه الانبعاثات. الصين، التي تعاني من تلوث هواء حاد، ترى فيه وسيلة لتحسين جودة الحياة وتلبية أهدافها البيئية.

للعالم العربي، يمكن أن يكون الثوريوم نموذجًا للتحول إلى طاقة مستدامة، خاصة في دول تعاني نقص الموارد مثل الأردن. استثمار المنطقة في أبحاث الثوريوم قد يكون خطوة استباقية لمواكبة التطورات العالمية.


الخاتمة 

اكتشاف الصين لرواسب الثوريوم في 2025 يمثل نقطة تحول محتملة في مستقبل الطاقة العالمي. مع إمكانات تغطية احتياجاتها لـ 60 ألف عام، يعكس هذا الإنجاز طموح الصين لقيادة ثورة الطاقة النظيفة باستخدام تقنيات مثل مفاعلات الملح المنصهر. رغم التحديات التقنية والاقتصادية، فإن الثوريوم يقدم بديلاً واعدًا للوقود الأحفوري، مع آثار بعيدة المدى على الاقتصادات النفطية والاستدامة البيئية.

للقارئ العربي، يطرح هذا الاكتشاف تساؤلات حول كيفية استفادة المنطقة من التطورات الصينية، سواء عبر التعاون أو تطوير موارد محلية. الدعوة هنا للحكومات والشركات العربية لاستكشاف فرص الشراكة مع الصين والبحث في تقنيات الطاقة النووية المستدامة. في عالم يتسارع نحو الحياد الكربوني، قد يكون الثوريوم مفتاحًا لمستقبل طاقة أكثر أمانًا ونظافة.


الأسئلة الشائعة 

س: ما هو الثوريوم؟
ج: الثوريوم عنصر مشع طبيعي يستخدم كوقود في المفاعلات النووية، وهو أكثر وفرة من اليورانيوم وينتج طاقة نظيفة مع نفايات أقل.

س: لماذا يُعتبر الثوريوم “لا نهائي”؟
ج: هذا وصف مبالغ فيه يعتمد على كمياته الهائلة وقدرته على تلبية احتياجات الطاقة لآلاف السنين بناءً على الاستهلاك الحالي.

س: كيف تستفيد الدول العربية من هذا الاكتشاف؟
ج: يمكنها التعاون مع الصين لتطوير تقنيات الثوريوم أو استكشاف رواسب محلية لتعزيز الأمن الطاقوي.

س: هل الثوريوم آمن تمامًا؟
ج: يُعتبر أكثر أمانًا من اليورانيوم بسبب تقليل مخاطر الانصهار، لكنه يتطلب معالجة دقيقة لتجنب المخاطر الإشعاعية.

س: متى يمكن استخدام الثوريوم تجاريًا؟
ج: الصين تستهدف تطويره بحلول 2030، لكن ذلك يعتمد على التغلب على التحديات التقنية.


المصادر


  1. ملخص: “أعلنت الصين عن اكتشاف رواسب ضخمة من الثوريوم في مجمع التعدين بايان أوبو، تكفي لتلبية احتياجاتها من الطاقة لمدة 60 ألف عام. هذا الاكتشاف قد يغير قواعد الطاقة العالمية ويعزز استخدام مفاعلات الملح المنصهر.”
    URL: Solarabic


  2. ملخص: “يعتبر الثوريوم خيارًا واعدًا للطاقة النووية بسبب كفاءته وأمانه مقارنة باليورانيوم. الاكتشاف الجديد يعزز آمال العلماء في ثورة جديدة بمجال الطاقة النظيفة.”
    URL: Attaqa


  3. ملخص: “يتعلق الاكتشاف بكميات هائلة من الثوريوم في منغوليا الداخلية، مما يشير إلى إمكانية استخدامه في مفاعلات الملح المنصهر لتوليد الطاقة بشكل آمن ومستدام.”
    URL: المستقبل اليوم


  4. ملخص: “تشير التقارير إلى أن نفايات التعدين تحتوي على كميات كبيرة من الثوريوم، مما يعزز إمكانات الطاقة النظيفة ويقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري.”
    URL: الوطن