دبي تستضيف مؤتمر الإمارات العالمي لاستشراف مستقبل حوكمة الشركات

دبي تستضيف مؤتمر الإمارات العالمي لاستشراف مستقبل حوكمة الشركات

استضافت دبي في أبريل 2025 فعاليات “مؤتمر الإمارات العالمي لاستشراف مستقبل حوكمة الشركات”، الذي نظمه معهد حوكمة بالتعاون مع مركز دبي المالي العالمي، تحت شعار “مجالس الإدارة في ظل عالم سريع التغيّر”. جمع المؤتمر نخبة من قادة الأعمال والخبراء العالميين لمناقشة دور الذكاء الاصطناعي، الاستدامة، وإدارة المخاطر في تشكيل مستقبل حوكمة الشركات. مع تزايد التحديات الاقتصادية والتكنولوجية، يهدف المؤتمر إلى تعزيز قدرة مجالس الإدارة على اتخاذ قرارات استراتيجية تدعم النمو المستدام. في هذا المقال، نستعرض أبرز مخرجات المؤتمر، تأثيره على الشركات في المنطقة، وأهميته في السياق العربي.


خلفية المؤتمر: حوكمة الشركات في عالم متغير

أُقيم المؤتمر في مركز دبي المالي العالمي، الذي يُعد مركزًا رائدًا للخدمات المالية في المنطقة، بهدف استشراف مستقبل حوكمة الشركات في ظل التحولات السريعة التي يشهدها العالم. وفقًا لتقرير صادر عن “البيان”، ركز المؤتمر على تمكين مجالس الإدارة من مواجهة التحديات الناشئة، مثل التطورات التكنولوجية، التغيرات المناخية، والمخاطر الجيوسياسية.

تأتي هذه المبادرة في إطار استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل، التي أطلقتها وزارة شؤون مجلس الوزراء لتطوير نماذج مستقبلية للقطاعات الحيوية، بما في ذلك الاقتصاد والتكنولوجيا. شارك في المؤتمر قادة من القطاعين العام والخاص، إلى جانب خبراء دوليين، لتبادل الخبرات ووضع أطر حوكمة مبتكرة.


أبرز محاور المؤتمر

ركز المؤتمر على ثلاثة محاور رئيسية:

  • الذكاء الاصطناعي في الحوكمة: ناقش المشاركون كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز عمليات اتخاذ القرار في مجالس الإدارة، مثل تحليل البيانات الضخمة لتوقع المخاطر. على سبيل المثال، قدمت شركة IBM دراسة حالة حول استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الشفافية في التقارير المالية.
  • الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية: أكد المتحدثون على ضرورة دمج معايير البيئة والمجتمع والحوكمة (ESG) في استراتيجيات الشركات، مع الإشارة إلى أن 78% من المستثمرين في المنطقة يفضلون الشركات الملتزمة بالاستدامة، وفقًا لتقرير “وام”.
  • إدارة المخاطر: تناول المؤتمر استراتيجيات مواجهة المخاطر السيبرانية والاقتصادية، مع التركيز على أهمية التخطيط طويل الأمد.

منشورات على منصة إكس أشارت إلى أن المؤتمر تضمن جلسات تفاعلية مع شخصيات مثل داريو جيل من IBM، الذي تحدث عن “الإبداع الفكري كعملة المستقبل”.


دور الذكاء الاصطناعي في حوكمة الشركات

أبرز المؤتمر أهمية الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة مجالس الإدارة، من خلال:

  • تحليل البيانات: استخدام الخوارزميات لتحليل الأداء المالي وتوقع الاتجاهات السوقية.
  • تعزيز الشفافية: أدوات الذكاء الاصطناعي تساعد في الكشف عن الاحتيال وتحسين الامتثال للوائح.
  • اتخاذ القرارات: تقديم توصيات قائمة على البيانات لدعم القرارات الاستراتيجية.

على سبيل المثال، استعرضت شركة مايكروسوفت تقنياتها لتحليل المخاطر السيبرانية، التي تُستخدم في 65% من الشركات الكبرى في الإمارات، وفقًا لـ”العين الإخبارية”.


الاستدامة كمحور أساسي

أكد المؤتمر على دمج معايير الاستدامة في حوكمة الشركات، مع التركيز على:

  • الالتزام بمعايير ESG: تشجيع الشركات على تقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز التنوع في مجالس الإدارة.
  • جذب الاستثمارات: الشركات التي تتبنى ممارسات مستدامة تجذب استثمارات أجنبية بنسبة 30% أكثر من غيرها، حسب دراسة من غرفة تجارة دبي.
  • إشراك أصحاب المصلحة: وضع استراتيجيات تشمل الموظفين والعملاء في تحقيق أهداف الاستدامة.

قصة نجاح بارزة هي شركة “مبادلة”، التي طورت إطار حوكمة يركز على الاستدامة، مما عزز مكانتها كواحدة من أكبر صناديق الثروة السيادية.


تأثير المؤتمر على القطاع الخاص

ساهم المؤتمر في تعزيز دور القطاع الخاص في الإمارات من خلال:

  • تبادل المعرفة: توفير منصة للشركات المحلية للتعلم من أفضل الممارسات العالمية.
  • تعزيز الشراكات: إتاحة فرص للتواصل بين الشركات المحلية والدولية، مما يدعم الابتكار.
  • تمكين القادة: تقديم ورش عمل لتدريب أعضاء مجالس الإدارة على إدارة التغيرات السريعة.

وفقًا لـ”إرم بزنس”، أعلنت 15 شركة إماراتية خلال المؤتمر عن خطط لتطوير أطر حوكمة جديدة تستند إلى توصيات المؤتمر.


الأهمية في السياق العربي

في السياق العربي، يُعد المؤتمر نموذجًا رائدًا لتعزيز حوكمة الشركات، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة:

  • تحسين الشفافية: تساعد أطر الحوكمة المتقدمة في مكافحة الفساد وزيادة ثقة المستثمرين.
  • دعم الاقتصادات الناشئة: دول مثل السعودية ومصر يمكنها الاستفادة من تجربة الإمارات لتطوير بيئات أعمال تنافسية.
  • تمكين الشباب: ركز المؤتمر على إشراك الجيل الجديد في مجالس الإدارة، مما يعزز الابتكار.

على سبيل المثال، ألهم المؤتمر السعودية لإطلاق مبادرة مشابهة ضمن رؤية 2030 لتعزيز حوكمة الشركات العائلية.


التحديات وسبل التغلب عليها

واجه المؤتمر عدة تحديات، منها:

  • مقاومة التغيير: بعض الشركات تتردد في تبني تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي.
  • تكاليف التنفيذ: تطبيق أطر حوكمة متقدمة يتطلب استثمارات كبيرة.
  • نقص الكفاءات: الحاجة إلى تدريب أعضاء مجالس الإدارة على التكنولوجيا والاستدامة.

لمعالجة هذه التحديات، أوصى المؤتمر ب:

  • برامج تدريبية: عقد ورش عمل مستمرة بالتعاون مع جامعات عالمية.
  • دعم حكومي: تقديم حوافز للشركات التي تتبنى ممارسات حوكمة مستدامة.
  • شراكات دولية: التعاون مع منظمات مثل OECD لتبادل الخبرات.

الخاتمة

مثّل مؤتمر الإمارات العالمي لاستشراف مستقبل حوكمة الشركات خطوة نوعية في تعزيز دور دبي كمركز عالمي للابتكار والحوكمة. من خلال التركيز على الذكاء الاصطناعي والاستدامة، وضع المؤتمر خارطة طريق لتمكين مجالس الإدارة من قيادة الشركات في عالم سريع التغير. في السياق العربي، يُقدم المؤتمر نموذجًا ملهمًا للدول الأخرى لتطوير أطر حوكمة تدعم النمو الاقتصادي والشفافية. على الشركات والقادة في المنطقة الاستفادة من توصيات المؤتمر لتعزيز تنافسيتها عالميًا.


الأسئلة الشائعة

1. ما هو مؤتمر الإمارات العالمي لاستشراف مستقبل حوكمة الشركات؟
مؤتمر عُقد في دبي في أبريل 2025 لمناقشة مستقبل حوكمة الشركات، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي والاستدامة.

2. ما أبرز محاور المؤتمر؟
الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرار، الاستدامة ومعايير ESG، وإدارة المخاطر الاقتصادية والسيبرانية.

3. كيف يساهم المؤتمر في دعم القطاع الخاص؟
يوفر منصة لتبادل المعرفة، تعزيز الشراكات، وتدريب القادة على مواجهة التحديات.

4. ما أهمية المؤتمر في السياق العربي؟
يُعزز الشفافية، يدعم الاقتصادات الناشئة، ويُشجع إشراك الشباب في الحوكمة.

5. ما التحديات التي واجهها المؤتمر؟
مقاومة التغيير، تكاليف التنفيذ، ونقص الكفاءات، مع توصيات بالتدريب والدعم الحكومي.